هل تديُّن الغلاة والجفاة صناعة الواقع أم أدلة القرآن: وما خطورتهم على “أهل السُّنة” والعُمْران

المُلخَّص جاء الأنبياء عليهم السلام ليبينوا عن الله تعالى، ولكن واجههم واقع بالغ التأثير في الناس، فشهوة التدين العارمة أصبحت هوى واجب الالتزام، بينما شهوة الجسد والتحلل أصبحت ضرورة لا يجوز الخروج عليها، واخترع كل منهم لهواه أسانيد من الدين، وبقي تأثير الواقع يتمدد في عالم التدين المزيف، ولم يكن هذا بعيدا عن الطوائف الإسلامية في صدر الإسلام حيث ظهرت أمراض الواقع غلوا وتحللا، فظهر الغلو في الخوارج، والتحلل في المرجئة، واستند كل منهما إلى أدلة من الشرع في شكل من الاجتزاء بعيدا عن الأدلة والاستقصاء، حيث اجتزأ الغلاة نصوص العذاب والوعيد، وعطلوا نصوص الوعد والشفاعة، وسعَوا بالسيف في المسلمين، دون مراعاة قواعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجتزأ المرجئة نصوص الوعد والشفاعة، وعطلوا نصوص الوعيد والعذاب، ووفق الله أهل السنة والجماعة للجمع بين الوعد والوعيد، وعملوا بكل ما جاءهم […]

Open post

الجزء الثاني: علم أصول الفقه بين التجديد والتهديد … مع التوجيهات الأصولية في عقول الصغار والكبار

ذكرت في الجزء الأول  أن التجديد في أصول الفقه كان أمر معروفا وطبيعيا في تاريخ علم أصول الفقه، ومع ذلك لا بد من معرفة أن لهذا العلم مرتكزات عقلية، هي بديهة  العقل، وأن بعض محاولات التجديد كانت هدمية، تتجاوز المرتكزات العقلية البدهية التي قام عليها هذا العلم، وضربت مثلا لذلك ، بفهم الأطفال للنص العام والخاص، واليوم سأتحدث عن نموذج آخر، واخترت اليوم حديثا يمكن أن يجري في أي بيت، بصرف النظر عن كون أهله مسلمين أم لا، من أية ملة كانت، وغايتي هنا أن أبين العقل على سويته التي خلق الله البشر جميعا عليها، واسمح لي بضرب الأمثلة. أولا: مثال النص المطلق والمقيد في العقل البَدَهي (نسبة إلى بديهة): 1- طلب رجل من أولاده دون تحديد واحد معين منهم، أن يحضروا له كتابا، ولم يحدد نوع الكتاب، فجاء ولد  […]

Scroll to top