وإذا قلتم فاعدلوا…وزارة التعليم العالي الأردنية توفر500 منحة لدراسة الشريعة

أولا: تخصيص 500 منحة للمتفوقين لدراسة الشريعة:

خصصت وزارة التعليم العالي الأردنية مشكورة خمس مائة منحة لدراسة الشريعة في الجامعات الأردنية، على مدار خمس سنين، وذلك لنشر الوعي الإسلامي في المجتمع، بواقع 100 منحة سنوية، تقسم بالتساوي بين الذكور والإناث، وبشرط أن يكون معدل الطالب في الثانوية العامة  85% فما فوق، وللمزيد حول القرار يمكن النقر على الرابط أسفل المقالة.

ثانيا: الدور الرِّيادي لكليات الشريعة:

إن هذا القرار الوزاري يؤكد الدور الريادي والأساسي لكليات الشريعة وأساتذتها وطلابها وطالباتها، في بناء مجتمع العمران، وأنهم ركيزة أساسية لا يُستغنَى عنها، وأن ما يصدر من أصوات نشاز من بعض المثقفين الهمَل باتهام نصوص الشريعة والغمز فيها، هي أصوات غريبة عن المجتمع وحضارته الإسلامية، ولا تعبر بحال عن مجتمعنا، وعلينا الحذر من الانجرار وراء  تناقضات الغلاة والجفاة، ذلك الانجرار الذي لا يخدم إلا الهدْم  والعَدَم.

ثالثا: الطلاب المتفوقون وأولياء الأمور على الـمِحَكّ:

يضع هذا القرار الوزاري الطلاب المتفوقين أمام  مسؤولية عظيمة أمام الله تعالى ثم الأمة، في ضرورة تحمل مسؤولية الأمانة التي ناءت بحملها السماوات والأرض والجبال، وتلك الوديعة التي استودعها النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته في حجة الوداع، وهي وديعة الإسلام، فلْيبلغ الشاهد الغائب، فرُبَّ مبلَّغ أوعى من سامع، ولا شك أن المتفوق بذكائه المتوقِّد هو أوعى من سامع.

رابعا: وقف تدوير مقولات المثقفين الهمَل إلى وقود وسخ:

إن إظهار منهج أهل السنة والجماعة عن طريق التعليم الشرعي المنهجي، يعني وقف عملية تدوير مقولات المثقفين الهمل إلى وقود وسخ في محركات الغلو، ليتخذ الغلاة من مقولات المثقفين الهمل وقودا لإدارة محركات الغلو، وبعد أن تدور محركات الغلو، ستوفر طاقة جديدة لمحركات المثقفين الهمل، فيرتفع بذلك سقف العداوة للأمة ودينها، وهكذا دواليك، تتوالد التناقضات  التي تهدد مجتمع العُمْران، ويكون الخاسر هو الأمة، بسبب ثقافة الهدم والعدم عند الغلاة والجفاة.

خامسا: معيار الفرق بين النقد البناء والجاد ورَدَّات الفعل العاطفية:

لا يعقل بتاتا أن تظهر غَيرتنا على الدين في مناهج التربية والتعليم فقط، بل لا بد من التساؤل: أين أولياء الأمور من توجيه أبنائهم المتفوقين نحو دراسة الشريعة، التي هي ركن المجتمع وأساس بنائه، فإذا لم نجد استجابة لقرار وزارة التعليم العالي لتلك المنح الخمس مائة لدراسة الشريعة  من قبل المتفوقين، فهذا يعني أننا ما زلنا بين الفعل وردة الفعل المؤقتة، وأن غَيرتنا على المناهج سطحية وليست عميقة، وما تلبث أن تُسْكتَها الأيام، لذلك يعتبر معيار الغَيرة الحقيقية على مناهج التربية والتعليم، هو مدى استجابة المتفوقين وأولياء أمورهم لمنحة وزارة التعليم العالي، يعني باختصار الكلام النقدي سهل، والبناء والعمل هما دليل النقد البناء الجاد على المدى الطويل.

سادسا: تساؤل في محلِّه:

وددت أن أتساءل لماذا لم ينتشر خبر هذه المنحة للطلاب المتفوقين، ولم نَـرَ تزاحُـما عليه؟ ولكن ماذا لو كانت هذه المنحة للطب والهندسة مثلا؟ كيف سيكون الأمر؟  الجواب عندكم يا سادة؟!

اقرأ الخبر: التعليم العالي تعلن عن تخصيص 500 منحة شريعة للسنوات الخمس المقبلة.

الطريق إلى السنة إجباري

د. وليد مصطفى شاويش

عمان المحروسة

29-9-2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top