شاء الله أن تبقى المدرسة الفقهية في مذاهبها الأربعة المتبوعة ما شاء لها أن تكون، ومع مطلع القرن الماضي بدأت عملية عزل الأمة عن الفقيه، وذلك بإعطاء الثقة بالاجتهاد لمن وجب عليه التقليد، ونشأت ظاهرة التنحيت التي ينحت المقلد فيها لنفسه دينا مما تيسر له من المتشابهات، التي ترضي قناعاته ووجدانه، وأخرج الشريعة من صلابة المذهب إلى سيولة الرأي وانتفاخ التدين ، ويحسِب أنه قابضٌ على السنة، ولكنه كقابضٍ على الماء خانته فروج الأصابعِ.