لعبة الكلمات المتقاطعة لكنها مُغمَّسة بالدم…تقاطع الشر: تحلُّل، غلوّ، شيعة!

إذا علمنا أن الغزو الخارجي لديار المسلمين وعمله على تفكيك المجتمعات الإسلامية يتم عبر تناقضات التحلل والغلو، وإذا علمنا أن السُّنة هي الشمس الكاشفة لظلمات التحلل وموبقات الغلو، وعلمنا أيضا أن السنة لها علامات محددة لا تقبل الاختلاف، وعلى رأسها حجية السنة بوصفها المصدر الثاني من مصادر الشريعة، وأن الإجماعات العقدية والفقهية والأصولية هي محددات هوية هذه الأمة وحارسة وحدتها، إذا كان الأمر كذلك:

أولا: منكرو السنة يتفقون على إنكار السُّنة مع طائفة الشيعة في أصولهم:

لماذا يبكي بعض الحكواتية وأتباعهم الذين شكَّكوا في حجية السنة، وتابعوا الشيعة في ذلك، وردُّوا السنة بالجُملة، وبعضها بالمفرَّق، خارج نطاق الصناعة الحديثية، ولكن لأن عقول الحكواتية ودورات التدريب على التنمية البشرية، وحضور برامج الحوار المعروفة بــ”التوك شو”، والعيش في قفص ثقافة المتغلِّب، كل ذلك لا يؤسس عقلية قادرة لفهم مصطلح أهل الحديث، فكيف اقتحموا هذه الساحة مستغلين حالة الفراع لدى شباب المسلمين في طبيعة علم المصطلح، وتناولوا السنة بعقليات برامج الحوار “التوك شو” الغربية، وشككوا في أكبر مَعْلَم من معالم أهل السنة والجماعة، وهو السنة جملة وتفصيلا، وفرقوا جماعة المسلمين عن سبيل السُّنة، ثم استبيحت في هذه الفرقة دماء الأمة على يد الغلاة والجفاة.

ثانيا: منكرو الإجماع يتابعون الشيعة في أصولهم:

لماذا يبكي الحكواتية الذين أنكروا حجية الإجماع وتابعوا الشيعة في إنكار حجية الإجماع، وحاولوا هدم الشريعة بتحويلها إلى وجهات نظر شخصية، وتفرقت الأمة بعد ذلك في الدين، وظهرت حالة التدين الخصوصي داخل قفص ثقافة الغرب المتغلِّب، حتى إذا دَهَم العدو المسلمين، لم يجدوا شيئا يجمعهم بعد أن هدموا كهوف السنة وقمم الشريعة الحامية للأمة من التفكّك، ألم تكن النتائج الوخيمة على الأمة كافية لكشف حقيقة المتلاعبين بالإجماعات الشرعية؟ وأنهم أشد نكاية في الأمة وتفريقها من أسلحة الغزاة، وهل تبين ضحايا الحكواتية حقيقة العلاقة بين طمس الحكواتية معالم الإجماع وأثرها في واقع المسلمين ووحدتهم، أم أنهم نُكِسوا على رؤوسهم، وتمادَوْا في فسادهم الفكري، ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا.

ثالثا: غلاة الغلاة يتفقون مع الشيعة في تكفير السنة:

لماذا يبكي غلاة الغلاة على العراق والشام، ألم يتابعوا الشيعة في تكفير عامة أهل السنة، ألم يكفر غلاة الغلاة أهل السنة بشكل جماعي ببعض الكبائر، ثم اعتبار دار الإسلام دار حرب وكفر، وبعد ذلك توجهت أسلحتهم إلى صدور أهل السنة والجماعة، أليس توجيه غلاة الغلاة أسلحتهم إلى صدور المسلمين مع تكفير عامة المسلمين، واعتبار ديار أهل السنة أولى بالتحرير لأنها دار حرب ومرتدين، هو نتيجة نهائية مشتركة مع طائفة الشيعة في عقائدهم؟

رابعا: الجميع يلعب الكلمات المتقاطعة ضد السُّنة:

 أليست لعبة المتحللين من السنة وإلإجماعات الفقهية بالجملة والمفرق، هي متابعة للمقولات الدينية للشيعة في إنكار الإجماع، وأقول أيضا: أليست مقولات غلاة الغلاة تلتقي في نفسها مع المقولات الشيعية التي تكفر أهل السنة وتتوجه إلى الأمة بالسلاح مع أسلحة طائفة الشيعة، أليست هذه حقا هي لعبة الكلمات المتقاطعة المغمسة بالدم، حيث تلتقي جميع مقولات التحلل والغلو والشيعة معا على سفك دماء المسلمين، هل تصدق يوما أن لعبة الكلمات المتقاطعة كان صدفة، أم أن اجتماعها هو الثمرة السامة لمكر الليل والنهار، جمع كل هذه الكلمات المتقاطعة من التحلل والغلو والتشيع على سفك دماء هذه الأمة.

خامسا: توجيه تهمة القتل بالتَّسبُّب(اجتهد فأخطأ أم أخطأ فاجتهد):

أحيانا لا يكون المرء مباشرا للجريمة، لكنه يتسبب في حصولها، كمَن يحفر حفرة في طريق الناس، وتتسبب في حادث سير يؤدي إلى زهوق روح إنسان، أو كطبيب قادر على الإسعاف ترك المريض ينزف حتى مات، فإن هؤلاء توجَّه لهم تهمة قتل بالتسبب، وإذا كان العبث بجوامع الأمة وثوابتها: (كالسنة النبوية، والصحابة رضي الله عنهم، والإجماعات العقدية والفقهية والأصولية)، يؤدي إلى تفريق الأمة وتشتيت إرادتها، مما أدى إلى سفك دمائها على يد طوائف الباطنية ومن سار سيرهم في دماء الأمة، فإن هؤلاء العابثين، لا بد أن تُوجَّه لهم تهمة القتل بالتسبب، ولا يقبل منهم اجتهد فأخطأ، لأن ما خاضوا فيه ليس محلا للاجتهاد والرأي أصلا، بل هو قطعيات الشريعة وثوابتها الجامعة للأمة، ولكن يُقبل منهم أخطأ فاجتهد، مع حق الأمة في محاسبتهم على شذوذاتهم الفكرية في صناعة التدين الخصوصي، وأن شذوذاتهم لم تكن في الناحية العلمية فقط، بل كانت آثارها دموية أيضا، وهذا من باب القتل بالرأي أو الفتوى، وليس من حرية الرأي.

وكتبه

عبد ربه وأسير ذنبه

د. وليد مصطفى شاويش

https://telegram.me/walidshawish

صبيحة الجمعة المباركة 28-10-2014

عمان المحروسة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top