أولا: التحصن بالمتشابهات وقذف المحكمات:
1-لا شك أن الغلو في التكفير أو التحلل من الشريعة هي مسألة فكرية، ولكن العقبة تكمن في شهوة التدين أو الانحلال، التي يرى المغالي فيها نفسه فوق جماعة المسلمين، وتمكنت في نفسه عقدة شعب الله المختار تحت عنوان الفرقة الناجية، ويتحصن بالمتشابهات من النصوص وأقوال العلماء التي ظاهرها التكفير، ويقذف المحكمات بالمتشابهات، ويتكلم مع الناس من فوق السطوح، ويرميهم بمحاربة بيوت الله تعالى، ويتهمهم على دين الإسلام.
2-وأما (الـمُثـَقَـفْجِية) من دعاة الانحلال من الشريعة فعقدتهم من جهة أنهم يرون أنفسهم من النخبة الثقافية، التي تعاني من جهل المجتمع الميتافيزيقي (المؤمن بالغيب)، الميثولوجي (مؤمن بالأساطير)، ويصبح المجتمع المسلم بين سندان الغلو ومطرقة الانحلال، وتتفرق الأمة بين هدم الشهادتين، والانحلال من العمل الصالح.
ثانيا: أينما تكونوا يدرككم الكفر:
هذه الشهوة التي تظهر علاماتها في لغة الأنا المفرطة ودعوى الفرقة الناجية مع الوكيل الحصري للإيمان، خارج إجماعات أهل السنة والجماعة، وشعاره انْجُ سعد في كفر سعيد، وأينما تكونوا يدرككم الكفر، ومن نجا من الكفر لم ينج من البدعة، وحيث رأيتَ بعض الغلاة لا يتوبون مع ظهور إجماعات أهل السنة الـمُسَطَّرة بالخطوط العريضة، فاعلم أن غلوهم شهوة خفية، لا تنفع فيها الأدلة، ولا خبرة الطب ولا الفلك والاقتصاد، بسبب إعادة إنتاج التدين الفردي، بعد إضعاف مؤسسة الاجتهاد الجماعي في المذاهب الأربعة المتبوعة.
ثالثا: شدة وتزول:
ولكن مع حركة الواقع تتلاشى فتاوى الغلو ، ولكن يغلفها أصحابها لتبقى صالحة للاستخدام في المستقبل، ويرحلونها إلى المستودعات، ويملؤون الفراغ بالأسلوب الوعظي والقصصي، على أمل تغير حال السوق، ويقولون: شِدَّة وتزول، ولكن الواجب شرعا هو تفكيك قنابل الغلو والتحلل معا، وإعادة التدين الشخصي إلى لزوم الجماعة لحماية الأجيال القادمة.
الطريق إلى السنة إجباي
الكسر في الأصول لا ينجبر
أ.د وليد مصطفى شاويش
عميد كلية الفقه المالكي
2-صفر -1442
20-9 -2020
بارك الله فيكم دكتورنا العزيز
بوركتم دكتورنا الفاضل
رائع شيخنا