صناديد الكفر أقرب للإسلام من المنافقين الهَمَل

1-يمثل النفاق العقدي حالة من الخِسَّة الفكرية حيث يعلن المنافق إيمانه بالله ورسوله، ولكن يقول بلسانه ما ليس في قلبه، فتراه يطعن في دين الإسلام من طرف خفي، وهو شَكْلٌ من ضعف الشخصية عن المواجهة، ولم تَرْوِ لنا السيرة ولا أخبار التاريخ أن منافقا تاب وأصبح بطلا شجاعا من أبطال الإسلام وشجعانه، وذلك لأن مشكلة المنافقين هي في شخصيتهم المهزوزة، كما قال الله فيهم: مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا (143) سورة النساء، ولِنَذالتهم وجبنهم لم يكن ينفع فيهم عفو النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا إحسانه، لأن الإحسان يسترِقُّ قلوب الأحرار كما قال المتنبي: وما قَتَل الأحرار كالعفو عنهم … ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا.

2-أما أبطال العرب في الجاهلية الذين كانوا يأنفون من النفاق، فكانوا صريحين في حربهم لله ورسوله، بحسب وهمهم أنهم يدافعون عن البيت ودين الآباء والأجداد، وقدموا أولادهم وأموالهم في سبيل باطلٍ آمنوا به، ولم تكُــفَّهم المعارك في بدر ولا الخندق عن كفرهم، ولكن أَسَرَهم عفو النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة حيث امتلأت ساحات البيت بالصحابة الذاكرين، المعظمين لحرمة البيت الحرام، لقد كان أثر عفو النبي -صلى الله عليه وسلم- وتعظيم البيت في قلوبهم أقوى من سيفه في رقابهم، فكانوا أول من سلَّ السيف في اليرموك والقادسية على أعداء المسلمين، وكانوا أبطال الفتح الإسلامي، وكان منهم عكرمة ابن أبي جهل رضي الله عنه.

3-قال محمد بن عبيد من أحفاد أبي سفيان رضي الله عنه:

فإنِّي من قوم كرام ثناؤهم … لأقدامهم صيغت رؤوس المنابر

خلائف في الإسلام في الشّرك قادة … بهم وإليهم فخْر كلّ مفاخر

4-ولا أدري ما هو البيت الذي يدافع عنه المثقفون الهَمل، الغامزون في دين الإسلام، ولكن نقول لهم إن أجدادهم المنافقين كانوا أحذق منهم، وأعظم حيلة، ولكن أنى لبيت العنكبوت أن يثبت أمام البيت الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا، وأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

الطريق إلى السنة إجباري

وكتبه عبد ربه وأسير ذنبه

د. وليد مصطفى شاويش

24-8-2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top