خطورة المشترك اللفظي على المعرفة (4) التصوير الشمسي (الفوتوغرافي) والتصوير المحرم في الحديث الشريف

أولا: عرض وتمهيد:

جاء في الحديث الصحيح الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري، «إن أصحاب هذه الصور يوم القيامة يعذبون، فيقال لهم أحيوا ما خلقتم» وقوله عليه الصلاة والسلام: «إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة»، والحديث الآخر في صحيح البخاري أيضا: عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون»، ولدى النظر في ظاهر النص ذهب بعض طلاب العلم والعلماء الأفاضل إلى تحريم التصوير الشمسي، مع استثناء  الصورة الشخصية  لجواز السفر، وكان الأولى أن يثبت التحريم أولا، ثم يبحث بعد ذلك عن الضرورة الشرعية.

ثانيا: الأحكام تتعلق بالمعاني لا بالمباني:

من المعروف أصوليا أن الفقيه لا بد له أن يحقق في المعنى الذي سينزل عليه الحكم الشرعي، والمعنى في التصوير في الحديث الشريف هو المضاهاة لخلق الله تعالى بفن الرسم والنحت، وهذا هو عرف الشرع في التحريم، أما التصوير الشمسي فهو حبس للصورة التي خلق الله تعالى، وليس للإنسان تدخل في رسمها البتة، مما يعني أن التصوير بالهاتف (السلفي) أو بالكاميرا، لا علاقة له في المعنى بالتصوير المحرَّم في الحديث الشريف البتَّة.

ثالثا: أمثلة على المشترك اللفظي في التصوير:

ومثال المشترك اللفظي في التصوير، تصوير الأشعة، وتصوير الورق، فهذا كله كتصوير الكاميرا والهاتف،  لأنه حبس لظل الشيء على الفلم، ثم تثبيت الصورة، ولا علاقة له بالنهي الشرعي،  ولكن الإشكال في الدرس الأصولي اليوم ما زال عاكفا على أمثلة تاريخية في المشترك اللفظي، كالعين: لفظ مشترك بين عين الماء والجاسوس وعين الإنسان، بينما نجد إشكالات في الواقع بسبب المشترك اللفظي، تمضي من حولنا وتملأ فضاءنا بخصومات في الدين لا مبرر لها، إنما هي نتيجة لعدم تحرير المشترك اللفظي حسبما تقتضيه الصناعة الفقهية والأصولية.

مقالة ذات علاقة:

هل اعتبر تحريم التصوير من العهد البائد…  التدين بين صناعة الواقع وصناعة الأدلة الشرعية

الطريق إلى السنة إجباري

وكتبه عبد ربه وأسير ذنبه

د. وليد مصطفى شاويش

عمان المحروسة

11-5-2017

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top