حدث معي الغلو في الدين أفضل طريق لنشر الإلحاد

1-لقاء أثناء الإذن بالتجول:

بينا كنت أسير  في الطريق، وإذا بشاب يقول: كيفك دكتور وليد، فالتفت وتأملت وجه المنادي، فقال: هل عرفتني، فقلت،  وأنا أنظر إلى قُرط كقرط النساء في أذنه: نعم، لقد حاورتك سابقا في مسائل شرعية،  ولما كان الشاب مشغولا بمن معه، قال لي أعْرِف عنوانك وسنتواصل.

2-نعم تذكرتك:

نعم تذكرت الشاب قبل أن يضع الحلق في أذنه حيث كان ملتحيا ويروج لفتوى تكفير تارك الصلاة تكاسلا  وأخواتها من الحاكمية والولاء والبراء، ولا يعبؤ  بإجماع أهل السنة والجماعة، بأنه لا تكفير بالذنوب عند أهل السنة خلافا للخوارج.

3-من السُّبحة في اليد إلى الـحَلَق في الأذن:

ليس هذا غريبا حتى الآن مع ذلك الشاب، فقد التقيت بعدد مثله في قاعات المحاضرات، ولكن الغريب في الأمر ما حدث بيني وبينه من حوار، فلدى رجوعي بالذاكرة لِـمـا حدث بيني وبين الشاب من حوار ، أن أحد الإخوة قال لي يوما أتدري فلان،  فقلت ما له، قال: يوشك أن يدخل في الإلحاد، قلت : الغلو بريد الإلحاد! ولكن هذا في منتهى العجب أن أحاور شابا مغاليا في دينه، ثم أجده ينكر الشرع بالكلية في وقت قصير.

4-من الغلو إلى الانحلال:

طلبت من الإخوة أن يرتبِّوا لي لقاء مع الشاب المذكور أعلاه، وتكلمت معه قليلا، فعلمت أنه ليس على وشك الإلحاد، بل دخل في الإلحاد فعلا، وكنت أظن بأنني سأحاور ملحدا عربيا له غيرة على العِرْض على الأقل، فقلت له: هل الأم من المحرمات؟ وظننت أنه سيقول نعم، فيثبِت الدِّين، إذ التحريم يكون بدين، ويكون هناك قاعدة للحوار.

5-من إنكار الإجماع إلى إنكار المحرمات من النساء:

 ولكنني فوجئت أنه قال: لا ! الأم ليست محرمة! ولكن مسألة  الزواج بها ليست مألوفة للإنسان، وهذا أمر يرجع إلى العادة والطبع، تذكرت لحيته وسُبحته سابقا، وقُرط أذنه وتأبطَ شرا لاحقا، فعندما نحارب الغلو والانحلال معا، فلأن العلاقة بينهما علاقة تخادم، وكل منهما يفضي للآخر.

أ.د وليد مصطفى شاويش

عميد كلية الفقه المالكي

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا ينجبر

حدث في:

21-شعبان-1441

15-4-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top