ثقافة انتظار علامات الساعة على معدة مليانة والفرق بين الإيمان والثقافة العامة

1-من الناس من جعل جُل همه البحث في علامات الساعة، مع تثاقله عن الفرائض الشرعية، فبينما يرتع صاحبنا في النعيم، ولو فتح باب ثلاجته لسقط الدجاج على رأسه، ولو ربط حجرين على بطنه لخرج الأرز من أذنيه، ومع ذلك يتذَرَّع بأن الأوضاع الاقتصادية صعبة، تسويغا لتثاقله عن الفرائض واقتحامه المحرمات.

2-ولكن هل يعلم صاحبنا خبير علامات الساعة، أن الأعور الدجال يخرج في وقت المجاعة، وأن كنوز الأرض وخيراتها بيديه عندئذ، ولا يعطي أحدا منها إلا بعد أن يكفر بالله تعالى، ويؤمن بألوهية الدجال الأعور، أما الفاسدون وأسرى بطونهم فسينظرون إليه، أنه رجل المرحلة الذي طال انتظاره، فهو ليس صاحب برنامج اقتصادي فحسب، بل معه حلول عاجلة وفورية، بخلاف المرشحين المخادعين في العملية الديمقراطية، الذين نصبوا على الناخبين.

3-أليس الموت ابتلاء عظيما، أليس ما حولنا من ابتلاءات اجتماعية واقتصاية وسياسية هي اختبار لإيماننا، وأن العمل الصالح والمسارعة إليه هو علامة النجاح في الامتحان الابتدائي؟

4-ماذا لو رسب الإنسان في الامتحانات الاقتصادية والسياسة والاجتماعية الابتدائية، التي لم تبلغ معشار المحنة بين يدي الأعور الدجال، أليس الرسوب في الاختبارات الدنيا البسيطة، يعني أنه سيرسب في المحن الكبرى بين يدي الساعة؟

5- فقد أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ” بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم أو أمر العامة ” ومعنى خاصة أحدكم: الموت، وأمر العامة: القيامة، فمن لم يدرك الدجال فستدركه مصيبة الموت، فما ذا أعد لمصيبة الموت؟

6-هل يعلم صاحبنا خبير علامات الساعة أن الاختبارات الإلهية هي اختبارات عملية واقعية، وليست كامتحانات الناس اليوم، كما يستفرغ الطالب ما في ذهنه في ورقة الامتحان، بل إن الاستعداد للفتن والملاحم، يكون بالعمل الصالح مع الإخلاص والصدق، ومعلوم أن أسئلة القبر والأجوبة محفوظة في الذهن، والأسئلة في القبر لا تتغير، ولكن الإجابة حسب  الأعمال، وإن على صاحبنا خبير علامات الساعة أن يميز بين الثقافة العامة والإيمان.

الطريق إلى السنة إجباري

وكتبه عبد ربه وأسير ذنبه

د. وليد مصطفى شاويش

عمان المحروسة

22-1-2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top