خطورة المشترك اللفظي على المعرفة (5) من بلغ عمره الثامنة والستين سنة فقد بلغ السَّبعين سنة فِعلا

1-كثيرا ما نتداول الحديث الشريف (أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذَلِكَ)، رواه الترمذي وحسنه، والسَّنة في عرف الشرع هي السنة القمرية لا الشمسية المعروفة بيننا اليوم، وبما أن كل 35 ميلادية تساوي 36 سنة هجرية تقريبا، فإن من من بلغ 68 سنة ميلادية، يكون قد بلغ 70 سنة هجرية فعلا، فيظن أحدهم بأنه لو كان عمره 69 سنة ميلادية، أنه قد بقيت له سنة حتى يصل السبعين سنة المذكورة في الحديث الشريف، ولكنه بالفعل تجاوز السبعين سنة هجرية، وما زال يحسُب عمره بالميلادي، مع أن الحديث الشريف هو في التاريخ الهجري أي القمري لا الميلادي.

2-هذا يندرج تحت مبحثين أصوليين وهما: المشترك اللفظي، وحمل ألفاظ الشرع على المعاني الحادثة، الذي أدى وقوع الاشتراك، ، وقد ضربت سابقا مثلا لذلك  في حكم التصوير الشمسي وأنه ليس هو المراد في تحريم التصوير في الأحاديث الشريفة التي حرمت التصوير، وهناك الكثير من الفروع الشرعية المهمة التي تُـخَرَّج على هذا الأصل ينبغي مراعاتها.

3-لذلك نقول لمن بلغ الثامنة والستين ميلادية: أطال الله في عُمُرك، فقد تجاوزت السبعين في نص الحديث الشريف يا بركة، وإياك أن يؤمِّلَك الشيطان، ويقول لك: ما زلت في الأمان ولـمَّـا تبلغ السبعين بعد، بينما حبيبنا الحج قد تخطاها حقيقة، وهو الآن قد تجاوز السبعين القمرية المذكورة في الحديث الشريف.

د. وليد مصطفى شاويش

غفر الله له ولوالديه

walidshawish.com

19-10-2016

1 thought on “خطورة المشترك اللفظي على المعرفة (5) من بلغ عمره الثامنة والستين سنة فقد بلغ السَّبعين سنة فِعلا

  1. أغسطس 14, 2018 - غير معروف

    عرفنا حقا كيف يكون المعلم كالعافية للبدن , جزاك الله الفردوس الأعلى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top