تحدي الحكواتية بمناظرة علماء المسلمين… ولكنَّ حَكَم المباراة لا يعرف قواعد اللُّعبة

من حق الحكواتية أن يـَــتَحَدَّوْا العلماء، وأن يدعوهم إلى المناظرة، ولكن هناك إشكال في منهجية الحوار، فالعلماء لهم منهج استدلال علمي يقوم على البراهين ومسالك الاستدلال العميقة في محل البحث، التي تخفى أحيانا على طلاب الدراسات العليا في التخصص، وخطاب العلماء في التأصيل والتعليل موجه لأهل الاختصاص وليس لعامة الناس، بينما يعتمد الحكواتية على مهارة التأثير في وجدان المشاهدين، وإثارة العواطف، مع فن الدراما والأداء التمثيلي، في جو من الإثارة وهندسة الأضواء، أما حَكَم الساحة فلن يدري بالتأكيد دقائق وجوه الاستدلال التي سأتي بها الفقيه، وعليه سيسجل بالتزكية أهدافا كثيرة  للحكواتي بسبب عدم رؤية الحكم المرمى الذي يسدد فيه الفقيه أهدافه.
مما يعني أن هناك مشكلة في إجابة الحكواتية إلى مطالبهم، لاختلاف منهج البحث العلمي الموضوعي، عن طريقة القفز والقصف العشوائي والسقوط الحر في قلوب محبي الدراما الرمضانية، ومع ذلك فإن جبر الخواطر من شيم الكرام ، فأقترح أن تكون المناظرة بين أحد الحكواتية مع الإعلامي المصري المشهور بـ”عكاشة”، وأن يدير المناظرة مخرج مسلسل باب الحارة، وأعتقد أن المناظرة عندئذ ستكون متكافئة، في المنهج والأشخاص، وستكون أقرب إلى الواقعية، وسيكون فيها من الطرافة والأخبار النادرة، ما يثري مصادر الأدب والفكاهة، في عالمنا الذي تلطَّخَت دفاتره بالدماء المعصومة، بسبب فساد فكر الجفاة والغلاة.
الطريق إلى السنة إجباري
walidshawish.com
30-6-2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top