العقل السليم في الدين السليم والعقل المزوّر في التدين المزوّر

المقابل للشريعة هو الهوى وليست دعوى العقل مقابل النقل إلا  عقيدة التقية الباطنية لهدم النص الشرعي

1-إذا استدل العقل بالكون والعالم  على الخالق سبحانه وتعالى.

2-وإذا دلت المعجزة دلالة عقلية قطعية على صدق النبوة.

 3- فمن أين سيأتي التناقض بين ما تأتي به النبوة من الشرائع مع العقل، أليس العقل هو المثبت للنبوة والوحدانية، وأن ما جاء به النبي هو الحق، وبناء على أن العقل هو الذي شهد للنبوة والوحدانية وصحة الشريعة، فإن مبدأ طرح الفكر اللاديني القادم من أوروبا  لمسألة التعارض بين العقل والنقل أو نسخ الشريعة أو بعضها بالعقل، هو طرح مستورد ، وحيث رأيتَ من يطرح العقل لرد النقل، فاعلم أنه ليس العقل القاطع، إنما هو أوهام العقل الزاحفة والطيارة القادمة مع الغزو الثقافي اللاديني، الذي أفسد الحياة الإنسانية، وحوَّل الإنسان الحي إلى جثة هامدة وكائن بيلوجي اقتصادي، وليست دعوى العقل مقابل الشرع في زعمهم، إلا نوعا من التقية الفكرية التي تقدس الفواحش، وتتمرد على الحق وتسجد في أوحال الباطل.

4-لذلك علينا أن نميز بين خردوات الفكر اللاديني الأوروبي التي يـحرُم تداولها شرعا في عقول المسلمين باسم الحداثة، وضمانا لاستقرار المجتمعات الإسلامية والمحافظة على مرجعيتها الإسلامية، وبين بالات الأحذية الأوروبية المستعملة، فهذه يجوز استعمالها شرعا، بخلاف الفكر اللاديني المكذِّب للنبوة ومرجعيتها في الحق، ولكن يبدو أن دعاة الفكر اللاديني الطاعنين في الإسلام من مقلدة الغَرب، وموالي الغزو الثقافي وعتقاء الاستعمار، لم يفرقوا بين ما يجوز شرعا وضعه في أقدامهم وما يحرم وضعه في رؤوسهم، فالتبس عليهم القدم بالرأس، والفكر  بالحذاء، وهذا النوع من الجهل لا يعذر الشرعُ صاحبه، لأنه لا عذر بعداوة الشرع وعناده.

5- إن المقابل للشرع الحنيف الجامع للمعقول والمنقول هو الهوى والشهوة  المستخدَمان باسم العقل  من دعاة الفكر اللاديني من باب التقية، التي يتعبَّد بها إخوانهم الشيعة، فكلا الفريقين يمارسان التقية لهدم الشريعة، أما العقل فيقول: إما الشرع وإما الهوى والضلال، ومن كان في شك من هذا فليقرأ قوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50) سورة القصص، يعنى إما الاستجابة للشرع على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وإما أهواء جامحة، وشهوات عارمة تريد أن تقتحم ساحة النص الشرعي للعبث به، للوصول إلى عقيدة الغنوص اليهودي الذي يزعم عدم وضوح النص المنزل من عند الله، ولمن شاء أن يقول في كلام الله ما شاء؛ لأن النص غير واضح في زعم يهود وأذنابهم، مما يؤدي إلى خصخصة الشريعة وإخضاعها إلى حرية التعبير، وتحويلها وجهات نظر قابلة للقبول والرفض، بمحض الأوهام التي سميت عقولا، وبزعمهم الباطل لم تعد الشريعة علما موضوعيا له ضوابطه المعرفية كبقية العلوم.

الشريعة هي نور العقل مع النقل وهما نور الطريق إلى الله 

نعمل من أجل ثقافة أنظف

walidshawish.com

في عمان المحروسة

صباح السبت

12-3-2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top