الطريق إلى القدس أم إلى المسلخ… السامري وعِجْل المقاومة

وأضلَّهم السامري…

-إذا رأيت الذئب يقدم البرسيم لقطيع الماعز، ويدعو إلى الوئام والانسجام، وأن يكون القطيع في مستوى التحديات، وأن على الجميع أن يتحمل مسؤوليته في هذه المرحلة الدقيقة من حياة القطيع، فهذا يعني أنه قد اقترب الأجل، ويستحب عندئذ كتابة الوصية.

-بالنسبة للقطيع كان المشهد تاريخيا في خطبة الذئب العصماء، التي نفى فيها أن يكون له أي مأرب شخصي في السخول الوديعة في آخر القطيع، وأنها دعاية سوداء ومغرضة، والزعم بأن لعابه كان يسيل كلما نظر إلى تلك السخول غير صحيح، لأن هذا اللعاب يسيل عندما يشعر بالحنان تجاه الآخر، وعلى الجميع أن يحذر من أي دعوى ضد النسيج الوطني، وأن يلتف حول المقاومة ضد العدو المشترك.

-استيقظ الجميع على فقدان أحد السخول في مؤخرة القطيع، ولكن جميع القطيع أصرّ على الوحدة وجمع الكلمة، والوقوف في وجه الدعاية المغرضة التي يرددها الأعداء، وأن الهدف للعدو هو النسج الوطني واللُّحمة الاجتماعية، التي هي صخرة تتكسر عليها كل التحديات، وعلى الجميع أن يقف صفا واحدا ضد تقسيم القطيع.

-تم اكتشاف حقيقة الذئب، وأنه هو الذي يقوم بافتراس القطيع فردا فردا، ولكن المفاجيء أن الدعوات تخرج من القطيع تدعو إلى العودة إلى ما كانوا عليه لحمة واحدة ونسيجا متماسكا، وعلى الجميع أن يتذكرالخطبة المشهودة التي كان فيها الذئب يقدم البرسيم للقطيع، ويدعو إلى الابتعاد عن المصالح الشخصية لمصلحة الجماعة للوقوف في وجه العدو المشترك، وهذا هو المشهد الحقيقي الذي يعبر عن ثقافة القطيع في المشاركة والتسامح.

-ظهرت بعض الدراسات الأكاديمية المحايدة تقول إن الذئب قد أصبح عدوا للقطيع بسبب التجاوزات الخاطئة من السخول في آخر القطيع التي تجاوزت حدودها وشككت في مصداقية الذئب في خطابه لأنه كان ينظر إليها مع سيلان لعابه بشكل واضح، بينما كان الخبير الاستراتيجي في شؤون النِّـيام والوئام، يقدم دراسة علمية في جامعة السامري للمقاومة وعبادة العجل، تزعم بأن بعض أنواع الذئاب تدمع دموع الفرح على شكل لعاب سائل، لونه دافيء، طعمه أزرق زيتي، ويكون لون اللسان وقتها أحمر سماوي، والأنياب مشرقة بالنور، وهذا يعني أن الذئب قد تغيرت جيناته المفترسة إلى جينات تميل إلى أكل الأعشاب، التي يسعى العدو المشترك إلى الاستيلاء عليها من مستودعات الحظيرة الخاصة بالقطيع.

-وهذا كله يؤكد صحة مقالة الذئب بضرورة العودة إلى المشهد التاريخي البرسيمي الذي كان القطيع فيه يدا واحدة على العدو، والتمسك بالمصالح والمصير والتاريخ المشترك، وأن دعوات السخول الطائفية أشد خطرا على القطيع من العدو المشترك، وأن الحل هو في التعددية والمشاركة ونبذ دعوات الإقصاء والتهميش للآخر.

نعمل من أجل ثقافة أنظف

31-3-2016

walidshawish.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top