عندما يصبح الدليل عدما والعدم دليلا لم يرد دليل في صيام أيام ذي الحجة

1-يكره صيام أيام ذي الحجة لعدم الدليل:

سرت مقولة أن الصوم أيام ذي الحج لم يرد فيه دليل، مع أن العموم كالشمس في قوله صلى الله عليه وسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ» سنن الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب .

2-عموم لفظة العمل:

إن  لفظة (العمل) في الحديث من ألفاظ العموم التي تعم كل عمل صالح من صوم وصلاة وغيرها، وليس من طريقة الشارع في الأدلة أن يعدد لائحة الأعمال الصالحة لأنه بينها تفصيلا في نصوص أخرى، وفي الحديث عبر عنها بالعموم، ولكن الخطورة في التفسير التاريخي للشريعة بالعدم، الذي يهدم عموماتها وأصولها وأقيستها.

3-  عدم الدليل  يُرد به الدليل:  

هذا مع العلم بورود ندب الصوم بعينه في بعض الروايات وعلى فرض أنه متكلم في سندها إلا أن الصوم ثابت بالعموم ولو لم ترد بخصوصه رواية أصلا، فعموم الشريعة ماض إلى يوم القيام والعام يشمل كل أفراده ولفظة العمل الصالح في الحديث تشمل  كل عمل صالح ومنها الصوم، ويجب الحذر من رد الدليل الشرعي بعدم الدليل، وأن تضرب السنة بعدم السنة .

4-اللامات  الخطرة:

نموذج اليوم في صد الناس عن صيام العشر من ذي الحجة يعتمد في رده أصول الشريعة وعمومات الكتاب والسنة والأقيسة على اللامات الخطرة في التفسير التاريخي العدمي لرد الكتاب والسنة، وتصبح أدلة الشريعة في هذه الطريقة عدمية قائمة على النفي بينما هي في الحقيقة إثبات وخطاب لا نفي وعدم، وهذه أمثلة التفسير العدمي لرد أصول الشريعة العامة:

-لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

-ليس عليه دليل.

-لم يثبت

-لم يرد

-لو كان خيرا لسبقونا إليه.

-لعله لم يبلغه الدليل.

-هل علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا ينجبر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان المحروسة

  8-ذي  الحجة -1441

  29-7 -2020