شرعية المعركة والتضحية والإنجاز لا علاقة لها بشرعية الإفتاء والفتوى

1-لم يُنقل إلينا أي فتوى لخالد بن الوليد -رضي الله عنه، ولو كانت التضحية والانتصار والإنجاز من مقومات الفتوى، لكان خالد أولى بها من ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين،  ولكن الفتوى لا تستفيد قوتها  من إنجازات المتصدِّرين للفتوى وتضحياتهم، ولا من خدمتهم المجتمع، بل إن إضفاء شرعية الفتوى بسبب التضحية والانتصار في المعركة، أو خدمة المجتمع، هو تحريف للفتوى، وطمس لمعالمها، ولم يكن على ذلك سلفنا الصالح، كما مر بك من حال خالد بن الوليد -رضي الله عنة.

2-إن الفتوى شأن بحثي موضوعي، لا علاقة له بالخطاب الجماهيري، ولا سلطان عليها إلا سلطان المنهج الاستدلالي الأصولي فقط، الذي يتحرَّر من قيود الواقع ورغبة الجماهير، فالمنهج الأصولي يراعي الواقع لكنه ليس أسيرا لذلك الواقع، ويراعي حال المستفتي لكن الفتوى ليست على هواه، ويراعي مصالح الأموال لكنه لا يجعل الفتوى سلعة تباع لِمن يمنح ثمنها، فالفتوى نقطة توازن بين الحاكم والمحكوم، وليست على ذهَبِ أصحاب رأس المال، ولا على سيف المُعِزّ، فهي صمام الأمان للجميع، وإذا انحازت إلى أي فئة خارج منهج الاستدلال الأصولي، تصبح الفتوى سلعة خاضعة للعرض وهي لِمَن هو أكثر مالا وأعزُّ نَفَرا.

الطريق إلى السنة إجباري

د.وليد مصطفى شاويش

https://telegram.me/walidshawish

3-11-2016

2 thoughts on “شرعية المعركة والتضحية والإنجاز لا علاقة لها بشرعية الإفتاء والفتوى

  1. نوفمبر 3, 2016 - Manal Al Babili

    تثلج القلوب بالتاصيل العلمي دكتورنا الفاضل

  2. فبراير 6, 2017 - أنوار صبابحه

    دكتور وليد بارك الله بعلمك وأكثر من أمثالك وأطال عمرك … لديك من الذكاء والدقة ما هو ليس عند أحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top