أولا: المذهب في جمع الصلاة بسبب المطر أو الطين والظلمة:
ابتداء لا يجوز الجمع بين الظهر والعصر عند المالكية بسبب المطر، أما المغرب والعشاء، فيجوز الجمع بينهما بسبب المطر، أو اجتماع الظلمة مع الطين، وبما أن الطرق الآن مُسَفْلتة، فلا يبقى إلا الجمع بين العشاءين (المغرب والعشاء) بسبب المطر فقط، وقد بلغني أن بعض السادة الأئمة حفظهم الله، جمعوا بين المغرب والعشاء بسبب البرْد (بسكون الراء)، وعزَوا ذلك إلى المالكية وهذا غير صحيح البتة.
ثانيا: سبب الخطأ:
ولعل هذا الخطأ بسبب قراءة بعض الإخوة من المكتبة الشاملة في حاشية الدسوقي على الدردير النص الآتي : (قَوْلُهُ لِمَطَرٍ) أَيْ أَوْ بَرْدٍ ا.ه، والصحيح وهو ضبط خطأ لكلمة البرد وغير صحيح، بل ضبط الشراح العبارة فجاء في مِنح الجليل: جَمْعِ (لِمَطَرٍ) أَوْ بَرَدٍ بِفَتْحِ الرَّاءِ ا.ه.، وكذلك حاشية الصاوي على الشرح الصغير (قَوْلُهُ: [لِمَطَرٍ] : أَوْ بَرَدٍ بِفَتْحِ الْبَاءِ وَالرَّاءِ. لذلك أرجو من الإخوة الأئمة الاحتياط في النقل عن المدارس العلمية من مصادرها.
ثالثا: معنى شرط الطين والظُلْمة:
ليس المقصود هنا بالظلمة بمعنى الليل، أو أنها بسبب الغيم، بل الظلمة التي تقع بسبب ضعف ضوء القمر، وهي آخر الشهر، وقد رأيت بعض الإخوة من وهم بأن الظلمة يقصد بها الليل مطلقا، ولكن المقصود بالظلمة بسبب ضعف القمر آخر الشهر،وليست بمعنى الليل.
رابعا: قال في الشرح الكبير:
(و) رخص ندبا لمزيد المشقة (في جمع العشاءين فقط) جمع تقديم لا الظهرين لعدم المشقة فيهما غالبا (بكل مسجد) ولو مسجد غير جمعة خلافا لمن خصه بمسجد المدينة أو به وبمسجد مكة (لمطر) واقع أو متوقع (أو طين مع ظلمة) للشهر لا ظلمة غيم ل (طين) فقط على المشهور (أو ظلمة) فقط اتفاقا.انتهى وعليه لا عبرة بالبرد بسكون الراء، ولا الريح مع الظلمة ولو اشتدَّتا.
الطريق إلى السنة إجباري
عبد ربه وأسير ذنبه
د. وليد مصطفى شاويش
walidshawish.com
عمان المحروسة
1-12-2016
أعيد تحريرها في
22-ربيع الأول-1439
10-12-2017
نفع الله بك وجزيت خيرا على هذا التوضيح
بارك الله فيك ونفعنا بك أستاذنا الفاضل
جزاك الله خيرا أول مرة يقرأ شيئ دقيق في المذهب المالكي في مسألة الجمع
جزاك الله خيرا أول مرة يقرأ شيئ دقيق في المذهب المالكي في مسألة الجمع جمال الكوبري
بوركت دكتورناا
بوركت دكتور