المبيت بمنى في مسارات الفقه الإسلامي الأربع

أولا: ما زلنا ما ببن افعل ولا حرج وهي اليسر المشروع وبين افعل ولا حج وهو الجنوح نحو الفتاوى الشاذة وهجر قول النبي صلى الله عليه وسلم لتأخذوا عني مناسككم وإن الشذوذ في الفتوى لا ينبغي أن يحل محل اليسر الشرعي وينبغي أن نفهم أن الشريعة ليست مذهبا واحدا بل هي مجموع المذاهب الأربعة المتبوعة مع التأكيد أنها ليست إجماعا تحرم مخالفته والآراء الفردية الخارجة عنها لا بد أن تخضع لتحقيق مستوفى. 

ثانيا:مسارات الفقه الإسلامي في المبيت بمنى

١-مسار اليسر: أن المبيت سنة وهو مذهب سادتنا الحنفية في القول المعتمد عندهم ولا شيء في تركه ولكن فاته ثواب السنة

٢-مسار التوسط: وهو مذهب سادتنا الشافعية وعندهم أن المبيت واجب ويسقط بالعذر الذي يجيز ترك صلاة الجماعة كالمرض وعلى كل واحد أن يقدر وضعه الصحي وكذلك يعذر من يبقى معه في السكن إن احتاج لمن يساعده إذا كان يخشى على المريض أن يبقى وحده

٣-مسار العزيمة: وهو أن المبيت واجب يجبر بالدم ولو كان ترك المبيت لمرض وهو مذهب المالكية والفاىدة هي سقوط الإثم عن العاجز ومذهب السادة الحنابلة وجوب المبيت ويجبر بدم ولا أعلم تفصيل الحنابلة في حالة العجز فأنا بعيد عن مكتبتي ولا أملك إلا أن أقول : عسى الله أن يأتيني بهم جميعا.

ثانيا: وإن الحاج في هذه المسارات السابقة يتقلب في فضل الله ورحمته بين اليسر والعزيمة وهذه طبيعة الخلق وهي ميول الإنسان لليسر أو العزيمة وقد جاءت الشريعة مراعية لهذه الميول والإفراط في العزيمة شذوذ نحو الغلو أما الانحدار دون التيسير فهو شذوذ نحو التحلل، والإسلام بين الغالي فيه والجافي عنه وعليكم بالجماعة واحذروا من الفتاوى الفردية فإن الله مع الجماعة 

وكتبه عبد ربه وأسير ذنبه

د وليد مصطفى شاويش 

منى – مكة المكرمة 

ليلة ١١-ذي الحجة-١٤٣٨

١-٩-٢٠١٧

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top