وإن تَـعْجَب فَعَجب إبداعهم خُردوات الفكر اليوناني في شارع الوكالات من سوق الحداثة

أولا: أصل الحداثة هو فكر يوناني قديم:

1-يزعم رواد ما يسمى الحداثة أن ما توصلت له أروبا من إنجاز هو ذروة الإنسانية في الفكر والسلوك، ولكن مع التسليم بالإنجاز التقني والإداري وأنه فعلا جدير بأن نفيد منه نحن المسلمين، ولكن هل فلسفة التشريع والفكر حداثة فعلا؟! أم هي إعادة تغليف وتوزيع لأفكار تاريخية يونانية قبل الإسلام وقد عفا عليها الزمن.

2-أليست مقولة إن الله-سبحانه- خلق العالم وتركه هي مقولة يونانية قبل الإسلام، وبناء على هذا الزعم الباطل يحق لنا أن نشرِّع لأنفسنا من القوانين ما نشاء، ونَدَع شريعة الله تعالى، ثم سُمِّيت هذه الحالة النفسية  حداثة وإبداعا.

3-أليست مقولة موت الإله هي مقولة لاهوتية وهي زعمهم صلب المسيح عليه السلام وموته، بنيت عليها فكرة موت المؤلف في الأدب، وتأسس عليها أن من حق الناس أن يفهموا النص الديني كما يريدون، وعَـزْل النص عن المتكلم، ومنها نص القرآن الكريم، في رأي من ادّعَوا الحداثة والإبداع المزيَّف.

ثانيا: الحداثة ليست لتطوير المختبر والصناعة بل لهدم النص الشرعي:

ما الفرق بين الحداثة التي تزعم فهم النص كما تشاء وسلفها من بني إسرائيل الذين أمرهم الله بذبح البقرة، ثم نسجوا الشكوك والأوهام حول النص الواضح، فقالو : (ادْعُ لنا ربك يُـبَـيـِّنْ لنا ما هي)، أم أن ما يطلق عليه الحداثة والإبداع هو فعلا أفكار لاهوتية قديمة.

ثالثا: عبث الحداثة مقتصر على النص الشرعي ولا ينطبق على القانون:

1-ماذا لو أن دائرة الأحوال المدنية كتبت في لائحة استصدار هوية الأحوال المدنية، يجب تقديم دفتر العائلة، ثم جاءهم المراجع بكيلو بندورة، وقال لهم قرأت دفتر العائلة في لائحة المطلوبات قراءة معاصرة ومبدعة، أليست البندورة إنتاجا محليا تأكله جميع العائلة، وجميع المسجلين في دفتر العائلة يأكلون البندورة، لماذا ترفضون الإبداع، يا رجعيين …؟!

2-لماذا لا يقبل العبث بلائحة استصدار الهوية بينما يقبل التلاعب في الكتاب العزيز باسم الإبداع، فيزعم أحد المصابين بحمى الإبداع أن الـحَوْل ليس اثني عشر شهرا، بل عشـرةَ أشهر ونصف؟!، فتقرع له طبول المواقع الاجتماعية تهليلا وتحميدا، أليس الأولى بهذا المبدع أن يفرق بين لبثوا في قوله تعالى : (ولبثوا في كهفهم…)، وبين قوله “ولبسوا” بدل لبثوا، أليس هناك فرق بين قراءة ذلك المبدع: قوله تعالى: (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا) فقرأها فَـلَبِس بدلا من “فَلَبِثَ”.

3-أليس جديرا بهذا المبدع أن يبحث عن أقرب حلقة تجويد تعلمه نطق الثاء في العربية بدلا من أن يسفِّه العرب والمسلمين في لغتهم، أليس الأولى به أن يتعلم كيف يستخدم القاموس المحيط للفيروزبادي، وكتاب العين للفراهيدي قبل أن يتكلم في تفسير القرآن الكريم، وهذا كله بعد أن يتعلم القراءة أولا، أليس هذا أفضل من هدم شعائر الإسلام بسبب الجاهل حيث أصبحت الزكاة كل عشرة أشهر ونصف بزعمه، وهو ما لم يعرفه  رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة ولا أئمة المسلمين بحسب زعم المبدعين الجدد، فهل أخطأ إمام الفصحاء والصحابة والأئمة وأصاب من لا يفرق بين “لبسوا” “ولبثوا”؟!

رابعا: (الاتجاه المعاكس)؟!:

أين المساواة في حماية الإبداع، حيث يُهلَّل لمن يعبث بمعاني الكتاب العزيز، فيزعم أن الحول عشرة أشهر ونصف بينما يُرفض إبداع صاحب البندورة الحمراء اليانعة، أم هي الكراهية السوداء لحزب السَّلَطة؟ أليس من حماية المستهلك وجوب معاقبة من يبيعون الخردوات الفكرية اليونانية على أنها حداثة؟!! أين جمعيات حماية المستهلك، ما ذنب البندورة التي لم يقبلها الموظف في دائرة الأحوال المدنية؟ أليس الموظف يأكل السلطة خصوصا في رمضان، أم يأكلها في ليل رمضان ثم يحرمها على نفسه في النهار، أو يأكلها نهارا خلف الستار؟ لماذا يحجر على المراجع صاحب البندورة ويُرفض طلبه، بينما لا يُـحْجر على من استباح النص الشـرعي بما هو أسوأ من استباحة ذلك الـمُراجع العبثي؟

ألم يـَحِنْ الوقت أن نفرق بين الإبداع ونَـوْبات الصَّرع.

الطريق إلى السنة إجباري

د. وليد مصطفى شاويش

صبيحة الجمعة المباركة 23/10/2015

عمان المحروسة

4 thoughts on “وإن تَـعْجَب فَعَجب إبداعهم خُردوات الفكر اليوناني في شارع الوكالات من سوق الحداثة

  1. أكتوبر 24, 2015 - غير معروف

    كلام حق يراد به الحق
    جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

  2. أبريل 18, 2017 - غير معروف

    نعم صدقت د وليد .
    فهؤلاء يتبعون زبالة الأفكار وحثالة البشر !!
    ويهربون من الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه !!!

  3. يونيو 15, 2019 - محمد عقله

    أحسنت دكتورنا..

  4. يونيو 15, 2019 - غير معروف

    جزاكم الله خيراً
    وجعلكم سيفا من سيوف الحق وقلنا من أقلام الصدق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top