مرجعية الفكر اللاديني للدولة سبب لتدمير الإنسانية …ولكنّ الجهاد مختلف

أولا: أسس تقييم نجاح الدولة في الفكر اللاديني:

يمثل الفكر اللاديني في مجال الدولة، بحسب النموذج الغربي الفلسفة العقدية للدولة، التي تعتبر نجاحها في تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية، وأن السياسة والاقتصاد لا يُقَيَّمان على أساس أخلاقي بتاتا، بل نجاح السياسة والاقتصاد يُقيم بحسب المكاسب الاقتصادية والسياسة المادية، أما موضوع الأخلاق  فيستخدم استخداما نفعيا تجاريا بقدر ما يحقق المنفعة المادية فقط، وهذا هو لاهوت الفكر اللاديني في مجال الدولة، الذي نشهد تجلياته في حلب المسلمة الآن والحروب العالمية والاستعمارية السابقة، فهذا هو تطبيق نموذجي عملي لخطورة سلطة الإنسان المطلقة، التي تخلت عن قطعيات الإيمان بالنبوة المحمدية الخاتمة.

ثانيا: لماذا تحارب الدولة في الفكر اللاديني الجهاد في الإسلام:

يحارب هذا النموذج اللاديني للدولة  الجهاد في الإسلام؛ لأن الجهاد في الإسلام على العكس تماما، حيث يحرِّم الإسلام أن يكون الجهاد لأية غاية دنيوية مهما كانت، وإذا قصد المسلم الدنيا الزائلة في جهاده  فسد عمله، وأصبح عَبثا بشريا، كالصلاة بلا نية، ويصنِّف الشرع الجهاد مع نية الدنيا في دائرة الجنايات التي يستحق صاحبها العقوبة، والحرمان من الثواب، بينما يعد الفكر اللاديني القتال من أجل الثوابت الأخلاقية ضربا من الحمق والجهل، وأن الأخلاق تستخدم للمنفعة المادية فقط، في معابد اللؤم البشري الحديث الذي سمي  في أوروبا زورا بعهد التنوير، هذا مع أن ضحايا خرافة حقوق الإنسان، يدعون من لا يسمعون دعاءهم، ولو استمعوا لم يستجيبوا لهم.

ثالثا: الجهاد في الإسلام أخلاقي في مبادئه:

وهذا الإطار الأخلاقي المبدئي في الإسلام، جعل من الصحابة -رضي الله عنهم- أعظم فاتحين في تاريخ الإنسانية، واستمرت الأمم التي أسلمت على أيديهم مسلمة حتى اليوم، ليس بفضل الخطط الحربية المتقنة، بل بقلوب الصحابة المؤمنة، فانتهت المعركة العسكرية، وبقيت حياة الصحابة مرجعا يحتذى به للمؤمنين في الأرض، وقدوة علينا أن نحييها فينا أولا، ثم في الإنسانية المتعطشة للعدل الذي تاهت في تحصيله ومعرفته، وأجراه الله تعالى على قلب نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم .

رابعا: خطورة الفكر اللاديني على البشرية:

أما معركة الصحابة الأخلاقية اليوم، فهي في مواجة الفكر اللاديني الدموي، الذي حول الجيوش النظامية، إلى عصابات سطو مسلح على الشعوب المستضعفة، كما حصل في عهد الاستعمار، ويحصل الآن في حلب المسلمة، وذلك بسبب لاهوت المكاسب الدنيوية الاقتصادية والسياسية في النموذج الأوروبي اللاديني للدولة، من هنا نعلم سر هجمة اللادينيين والباطنيين على الصحابة وجهادهم؛ لأنهم هم النموذج العملي البشري الأعلى للإنسانية في فتوحاتهم وانتصاراتهم، وأن معركة الإسلام هي معركة تحرير فكر الإنسان، من هذا العبث والإجرام، الذي تئن تحته البشرية.

الطريق إلى السنة إجباري

د. وليد مصطفى شاويش

https://telegram.me/walidshawish

14-12-2016

عمان المحروسة

1 thought on “مرجعية الفكر اللاديني للدولة سبب لتدمير الإنسانية …ولكنّ الجهاد مختلف

  1. ديسمبر 14, 2016 - Osama Musa Abuwina

    بوركت أستاذ العزيز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top