ليس حديثا في الثقافة … هلال رمضان وشيء من الأصول

1-كتبت سابقا هلال رمضان … ليس حديثا في الفقه ولا في الفلك، رغبة في إظهار أهمية الرؤية البصرية في إثبات الهلال، لأن هذه الرؤية تملأ قلوبنا بهجة وسعادة في لحظات الترقب والاستقبال للضيف الكبير وهو شهر رمضان، أو عيد الفطر، والحسابات الفلكية تحسم الأمر في وقت رمضان والعيد لسنوات عدة مقبلة، مما يعني أننا لن نترقب الرؤية ترقبا للضيف الكبير، لأن الحساب الفلكي قد حسم الأمر ولو لمئة عام، ولكن …

2-لما أمر الشرع بأداء الصلوات، أوجب ذلك بدخول وقت الصلاة لا بالرؤية، فوقت الظهر يدخل إذا زالت الشمس عن كبد السماء، والمغرب إذا غربت، وليس برؤية الغروب، فربط الشرع العبادة بدخول وقتها، لا برؤية ذلك، فلما عدل الشارع عن ربط رمضان بدخول الوقت كأوقات الصلاة، إلى الرؤية للهلال، دل ذلك على أن الشارع لا حظ أمرا آخر غير ما لاحظة في أوقات الصلاة، وله في ذلك مقصد مختلف، وهو يعلم أنه سيكون هناك تطور في علم الفلك، وليس ذلك بالنسبة للشارع الحكيم غيبا.

3- وإن اعتبار دخول وقت رمضان بالحساب الفلكي، مع أن الشرع اعتبره في الصلاة وعدل عنه في الصوم، هو تفويت لحكمة لحظها الشارع في ذلك العدول من الحساب في الصلاة إلى الرؤية في الصوم، ويتنافي مع البلاغة النبوية التي جعلت الصوم بالرؤية، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قادر على أن يعبر عن وجوب الصوم بما عبر عنه في الصلاة، والتعليل بالحساب  الفلكي يرجع على النص الشرعي بالإلغاء في مقام دلالة النص، وهذا من موجبات رد العلة حتى لا يلغى النص الذي هو الأأصل الذي ثبتت به العلة، مع أن الأسباب الشرعية كوجوب الصوم بالهلال هي تعبدية، كدخول الغروب لوجوب المغرب، ولا يدخلها الاجتهاد أصلا كأوقات الصلاة، وتصور عواطفنا مع الضيف إذا لم نراقب الهلال لا في رمضان ولا في عيد الفطر.

walidshawish.com

عَمّان المحروسة

7-6-2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top