ليس حديثا عن الحدث ولا فيه، بل من فوقه وأعلاه…الاعتداء الغاشم على الفرسان في ناحية الرقبان

واضح أن الحدث فائت الذكر قد أثار حفيظة كل مؤمنة ومؤمنة في هذه الأمة، كيف يتخذ الأوفياء البواسل غرضا وهدفا في رمضان وهم صائمون، ولكن أراد الله لهم أن يكون قيامهم في رمضان حماية الضعيف وأن يبلوا عروقهم بدمائهم في حر الصحراء، بينما يبل آخرون عروقهم بمختلف أنواع العصائر الطبيعية، وشوربات الخضار الطازجة، في القاعات المكيفة مع المواعظ الرقيقة، أحببت في هذه السطور القليلة أن أقف مع حقيقة الحدث، لا أن أعلق عليه، ولأقف على الحقيقة كان لا بد من طرح جملة من الأسئلة، وهي على النحو الآتي:

1-ما طريقة التلقي للدين التي ضلّلت شابا يضع نفسه في كتلة من النار ثم يقتحم بها على أخيه الصائم المجاهد، وكيف يمكن بيان عَوَر هذا التدين الفردي الشاذ، الذي حول الدِّين إلى نظر شخصي خاص، بعيد عن مسالك الاجتهاد المعتبرة، وخصخص الشرع المنزل وجعله أراء خاصة في دين مبدِّل، وليس أحكاما لها منهجيتها العلمية المنضبطة.

2-ما الظروف المعرفية العامة سواء في المجال الشرعي أم ثقافة المجتمع العامة، التي امتلأت بالتشكيك في السنة ومرجعيتها وتشويه التدين الإسلامي خصوصا في الإعلام ومسلسلات الإغراء الموجهة للمراهقين والمُسنِّين المتَصابين، ناهيك عن هُتافات الملاعب في بطولات مزيفة، وهو الأمر الذي ولَّد حالة الفراغ الفكري، الخالي من ثوابت الشريعة، وعلى رأسها عصمة الدماء وقت الفتنة، مما سمح بتعبئة الرؤوس الفارغة بهذه التدين الفاسد، الذي يسمح لنفسه أن يستغل الفتحة الإنسانية لدخول الهاربين من الظلم مُدَّخلا  لجريمته، ويقوم بقتل جنود مؤمنين يسعفون الشيوخ والنساء والأطفال الهاربين من جرائم التدين الشيعي الطائفي، الذي يعتقد إباحة دماء المسلمين مطلبا من مطالبه العقدية، كما تشهد بذلك مصادرهم العقدية المكتوبة، وواقع التطبيق.

3-ما الفرق في النتيجة بين من ضل في دينه من أبناء هذه الأمة، وكفَّر المسلم بغير حق شرعي، ثم استحل الدم المسلم المعصوم، بناء على معتقدات دينية ضالة، وبين التدين الشيعي الضال الذي ينتهى في النتيجة إلى معتقدات الغلو التي كفَّرت الأمة والصحابة، دون وعي ولا برهان مبين، واشتركت مع الضلال في سفك الدماء المعصومة التي جعل الله تعالى حرمتها كحرمة البيت الحرام، في البلد الحرام، في الشهر الحرام.

4-ما الفرق بين الاتجاهات اليسارية القومَجية اللادينية التي ذهبت وألبَست العباءة لِمَن شرد وقتل أهل السنة، وأصبحت من أتباع الولي الفقيه، القابع في قرن الشيطان، وباعوا القومية العربية في سوق النخاسة، واشتروا القومية الفارسية بخلطة الولي الفقيه بدماء المسلمين، ودفعوا دماء المسلمين عُربونا للكهنوت ورجال الدين، وأصبحوا طائفيين يدافعون عن الحرب الطائفية المقيتة على هذه الأمة، وأيضا: ما الذي جمع كهنوت الولي الفقيه من أحفاد السامري، مع يساريين لا دينيين متحللين من التدين أيا كان ذلك التدين؟ إلا إراقة دماء هذه الأمة، التي أصبحت المشترك الوحيد بلون الدم بين طائفيات الدين واللادين؟ ثم يتهمون الأمة بأنها هي الطائفية! وكيف يكون أهل السنة طائفة إذا كانوا هم الأمة؟!.

5-ما الذي جعل الغلاة من أبناء السنة يشاركون السامري الصغير القابع في الضاحية الجنوبية، في قتل أبناء المسلمين البررة في الشام بحجة التكفير، بل تعدَّوأ على أبناء الأمة، الذين يقفون بشرف ويحتضنون إخوانهم الهاربين من المحرقة التي أشعلها أحفاد السامري، وزادها اشتعالا عقيدة الغلو في تكفير المسلمين.

6-ما مدى صحة تصنيف من يقومون بهذه الجرائم على أنهم سلفية جهادية-والسلف والجهاد منهم براء- من قبل بعض الفضائيات، بينما تضِن بلقب شهيد على الجندي الإنسان الذي ترجَّل إلى السماء، وعينه باتت تحرس ديار المسلمين، ويقف إلى جانب الخائفين، ويقدم لهم كل ما يستطيع من عون، ألسنا أمام حالة تزوير في المفاهيم الشرعية، وقلب الحقائق الشرعية إلى ما يناقضها.

7-وبناء عليه؛ أليس الجامع المشترك بين طائفية الشيعة، والملاحدة اللادينيين، والضالين الغلاة من أبناء السنة، هو الانحراف عن منهج السنة، ولكن كُلاًّ كان انحرافه بقدر معلوم حسب مؤشر السُّنة، ولما تشابهت قلوبهم في الانحراف العقدي، أدى ذلك التشابه إلى الاشتراك جميعا في سفك دماء هذه الأمة، كلا بقدر انحرافه عن السنة، أليس حَرِيا بالغلاة في التكفير من أبناء السنة أن يعودوا إلى السُّنة، ويكونوا معها  لا عليها؟ أليست السّنة هي البوصلة، والانحراف عنها يتناسب طرديا مع سفك الدماء؟ هل هناك ما هو أقوى تأثيرا في نفوسنا من الكتاب والسنة في عصمة الدماء وحفظ العمران؟ أليس الطريق إلى السنة إجباريا لعصمة الدماء وحفظ العُمْران؟!

الطريق إلى السنة إجباري

وكتبه عبد ربه وأسير ذنبه

د. وليد مصطفى شاويش

22-6-2016

عمان المحروسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top