أطفال حَلَب يختمون أمْر إزالة الفكر اللاديني بأقدامهم الصغيرة

1-لقد ابتلى الله -سبحانه وتعالى- بني إسرائيل بسبب انحرافهم عن جادة النبوة بأن يقتل فرعون أطفالهم، وهذا القتل للأطفال هو نهاية الظلم وغايته، لأنه لا يتصور من الأطفال أي جريرة يؤخذون بها أيا كان دين آبائهم، فقد جعل الله تعالى الطفولة الإنسانية علامة مميزة تحدِّد المعتدين والمتجبرين، مهما حاولوا التستر بالإنسانية المزيفة، ومحاربة المسلمين تحت ستار الإرهاب، وهي ذاتها دعوى سلفهم الفاسد “فرعون”، فقد كان يقتل الأطفال، ويزعم أنه يحارب الفساد، فقال: (إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) سورة غافر، 40، وقد جعل الله تعالى قتل فرعون للأطفال بمثابة العين العوراء التي تكشف حقيقة الأعور الدجال، كذلك أقدام أطفال حلب فهي كاشفة للعين العوراء للدجالين الصغار، الذين يمهدون الطريق لسيدهم الأعور الدجال الكبير.

2-إن فلسفة رجال اللادين في السياسة والاقتصاد، التي زعم الغرب أنها سقف الثقافة الإنسانية، وأنها نهاية التاريخ، خَتَمَتْها أقدام أطفال المسلمين البادية من تحت ركام بيوت حلب، بالختم الذي يليق بنفاقها وكذبها، وكانت صور أطفال حلب تعطي للمسلمين أمرا صارما، بإزالة تلك الفلسفات اللادينية التي تعبد المنفعة الاقتصادية باسم المصلحة، وتقدِّس الشهوة الحرام باسم الحرية، ووضعها في أحلك صفحات البشرية سوادا، وأن رجال الدين ورجال اللادين لا يختلفون، فكلاهما سلطة مطلقة، ولكن سلطة رجال الدين مزوَّرة باسم السماء، وسلطة رجال اللادين مزورة باسم الشعب، وإزالة هذه السلطة المطلقة للإنسان، سواء كان رجل دين أم رجل لادِين، هي تمهيد للبناء الأخلاقي الجديد للبشرية، على ميراث النبوات الصادقة المبلِّغة عن الله تعالى.

الطريق إلى السنة إجباري

د. وليد مصطفى شاويش

22-11-2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top