سبب نشأة ظاهرة الحكواتية

إذا أقصيت عَرانين الفقه وذُرى السنة من أئمة الاجتهاد والحديث، وتمّ تنحية مدارس فقه السلف الأربع، عن دورها المرجعي في التوجيه والبيان الشرعي، فهذا يعني أنك قد أقصيت مدارس علمية عالية الانضباط حديثيا وفقيها وأصوليا، وعندها تم إحالة النظر في مسائل الشرع إلى رؤى فردية خاصة، تشتبك مع رؤى فردية أخرى، وتصبح الفتوى أحيانا أقرب إلى وجهة النظر الشخصية منها أن تكون حكما شرعيا، مرة بذريعة حرية الفكر، ومرة بحجة الاجتهاد من حق الجميع، لذلك حلِّت التناقضات والشذوذ في الفتوى، محل تعدد الاجتهاد المعتبر، وهذا فتح فجوة في جدار الإسلام، ليقتحم الحكواتية من تلامذة المستشرقين وغيرهم الساحة، لأن لكل وجهة نظر خاصة، وليست وجهة نظر بأولى من أخرى، وقاموا بتعبئة الإلحاد في قوراير زمزم، وتسويقها بين المسلمين، واللوم على المسلمين أنفسهم، الذين أضاعوا عرانين الفقه وذرى علم الحديث، وصد المثل: (يداك أَوْكَتا وفُوك نفخ).

إذا أنت أَفْنَيْت العَرانين والذُّرى    رمـتْك الليالى من يد الخاملِ الذِّكْر
وهَبْك اتقَّيْت السهم من حيث يُـتـَّــقى فَمَن لِيَدٍ ترميك من حيث لا تدري

الطريق إلى السنة إجباري

walidshawish.com  

2-7-2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top